الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
هذا الحديث ( حب الاوطان من الايمان ) موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقله ، ولا يجوز اعتقاده ..
وأما حكم حب الوطن :
فحب الوطن ، حب فطري ، والإنسان يتعلق بالأرض التي عاش عليها ، وأَلِف أهلها ، وسهلوها ، وجبالها ، لأنها تحمل ذكرياته .
كما قال الشاعر :
وحبّب أوطان الرجال إليهم **** مآرب قضاها الشبـاب هنالك
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهـم **** عهود الصبــا فحنوا لذلك
وحب الوطن ، هو مثل حب الإنسان ، لولده ، وقومه ، وعشيرته ، وزوجته ، ومثل حبه لما هو جميل ، فهذا الحب مغروس في جبلة الإنسان ، وهو أمر فطري.
لكن إن كان الإنسان ، لا يمكنه إظهار دينه في وطنه ، فلا يتمكن من إظهار الصلاة والصيام مثلا ، ويكره على إظهار شعار الكفر ، فإنه يجب عليه الهجرة من ذلك الوطن ، إلى حيث يمكنه إظهار دينه ، إن استطاع ، وإلا أخفى إيمانه حتى يجعل الله تعالى له سبيلا .
وهذه الهجرة واجبة عليه مع القدرة ، قال تعالى ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فاعبدون ) .
فإن آثـر المسلم عدم إظهار دينه ، بل أظهر بدل ذلك شعائر الكفر ، وعرض نفسه للفتنة عن دينه ، من أجل حبه لوطنه ، ومشقة الهجرة منه ، فآثر ذلك على الهجرة إلى حيث يمكنه إقامة دينه ، فهو مرتد مشرك ، شرك اتخاذ الأنداد ، لأن الأنداد هي كل ما جذب الإنسان عن مقتضى حب الله تعالى وهو ـ أي مقتضى حب الله ـ الانقياد له وطاعته ، سواء كان ما جذب الإنسان ، عن مقتضى حب الله تعالى ، هو الزوجة ، أو العشيرة ، أو الوطن ، أو غير ذلك ، فكل ما آثره العبد على الدين ، وجعله مقدما في الطاعة والانقياد على طاعة الله تعالى ، فذلك من اتخاذ الند لله تعالى ، وقد قال تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله ) .
فإن قدر على إقامة دينه ، بحيث لا يمنع من الصلاة ، ولا الصوم ، ولا من إقامة شعائر الإسلام ، لم تجب عليه الهجرة ، لكن يستحب له أن يهاجر إلى حيث يكون إيمانه أقوى ، والخلاصة أن الدين مقدم على الوطن ، وحب الله تعالى وطاعته قبل حب الوطن .
ولكن هذا كله يقصد به الوطن ، الذي هو الأرض التي عاش عليها الإنسان .
وليس المقصود الحدود السياسية التي وضعها المستعمر ، فبلاد الاسلام هي كل بلد احتكمت إلى الشريعة الاسلامية ، والواجب أن يكون للمسلمين نظام سياسي واحد ، هو الخلافة .
ولكن المقصود الارض التي عاش عليها الانسان ، ونشا فيها ، وفيها قومه وعشيرته ، وموطن أجداده .
أما الوطن بمعنى النظام القائم ، فإن كان نظاما كافرا ، فهذا حبه رده عن الدين ، وكيف يحب المسلم نظاما معاديا لله ورسوله ، كما قال تعالى ( لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه .. الآية ) .
وإن كان نظاما إسلاميا قائما بالشريعة فحبه من الإيمان ، لان الحب هنا لرجال مؤمنين يقومون بأمر الله تعالى ، لان النظام ما هو إلا رجال يحكمون ، وحب المؤمنين من الإيمان .
وأما قول الرجل أنا وطني ، فهو نسبة إلى وطنه ، وكل إنسان يصح له أن ينتسب إلى وطنه ، أما الحكم على قائل هذه العبارة ، فينظر إلى مقصده من قوله ، فإن قصد أنه ينصر حقوق الناس ولا يغشهم فهذا معنى صحيح ، وإن كان يقصد الولاء للنظام فينظر إلى حال النظام كما أسلفنا .
وإن كان هذا اللفظ يطلق في الغالب على معنى مخالف للشرع ، فلا يجوز إطلاقه ،ولكن الحكم على قائله لا يكون إلا بعد الاستفصال عن قصده والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته أجمعين .
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
هذا الحديث ( حب الاوطان من الايمان ) موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقله ، ولا يجوز اعتقاده ..
وأما حكم حب الوطن :
فحب الوطن ، حب فطري ، والإنسان يتعلق بالأرض التي عاش عليها ، وأَلِف أهلها ، وسهلوها ، وجبالها ، لأنها تحمل ذكرياته .
كما قال الشاعر :
وحبّب أوطان الرجال إليهم **** مآرب قضاها الشبـاب هنالك
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهـم **** عهود الصبــا فحنوا لذلك
وحب الوطن ، هو مثل حب الإنسان ، لولده ، وقومه ، وعشيرته ، وزوجته ، ومثل حبه لما هو جميل ، فهذا الحب مغروس في جبلة الإنسان ، وهو أمر فطري.
لكن إن كان الإنسان ، لا يمكنه إظهار دينه في وطنه ، فلا يتمكن من إظهار الصلاة والصيام مثلا ، ويكره على إظهار شعار الكفر ، فإنه يجب عليه الهجرة من ذلك الوطن ، إلى حيث يمكنه إظهار دينه ، إن استطاع ، وإلا أخفى إيمانه حتى يجعل الله تعالى له سبيلا .
وهذه الهجرة واجبة عليه مع القدرة ، قال تعالى ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فاعبدون ) .
فإن آثـر المسلم عدم إظهار دينه ، بل أظهر بدل ذلك شعائر الكفر ، وعرض نفسه للفتنة عن دينه ، من أجل حبه لوطنه ، ومشقة الهجرة منه ، فآثر ذلك على الهجرة إلى حيث يمكنه إقامة دينه ، فهو مرتد مشرك ، شرك اتخاذ الأنداد ، لأن الأنداد هي كل ما جذب الإنسان عن مقتضى حب الله تعالى وهو ـ أي مقتضى حب الله ـ الانقياد له وطاعته ، سواء كان ما جذب الإنسان ، عن مقتضى حب الله تعالى ، هو الزوجة ، أو العشيرة ، أو الوطن ، أو غير ذلك ، فكل ما آثره العبد على الدين ، وجعله مقدما في الطاعة والانقياد على طاعة الله تعالى ، فذلك من اتخاذ الند لله تعالى ، وقد قال تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله ) .
فإن قدر على إقامة دينه ، بحيث لا يمنع من الصلاة ، ولا الصوم ، ولا من إقامة شعائر الإسلام ، لم تجب عليه الهجرة ، لكن يستحب له أن يهاجر إلى حيث يكون إيمانه أقوى ، والخلاصة أن الدين مقدم على الوطن ، وحب الله تعالى وطاعته قبل حب الوطن .
ولكن هذا كله يقصد به الوطن ، الذي هو الأرض التي عاش عليها الإنسان .
وليس المقصود الحدود السياسية التي وضعها المستعمر ، فبلاد الاسلام هي كل بلد احتكمت إلى الشريعة الاسلامية ، والواجب أن يكون للمسلمين نظام سياسي واحد ، هو الخلافة .
ولكن المقصود الارض التي عاش عليها الانسان ، ونشا فيها ، وفيها قومه وعشيرته ، وموطن أجداده .
أما الوطن بمعنى النظام القائم ، فإن كان نظاما كافرا ، فهذا حبه رده عن الدين ، وكيف يحب المسلم نظاما معاديا لله ورسوله ، كما قال تعالى ( لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه .. الآية ) .
وإن كان نظاما إسلاميا قائما بالشريعة فحبه من الإيمان ، لان الحب هنا لرجال مؤمنين يقومون بأمر الله تعالى ، لان النظام ما هو إلا رجال يحكمون ، وحب المؤمنين من الإيمان .
وأما قول الرجل أنا وطني ، فهو نسبة إلى وطنه ، وكل إنسان يصح له أن ينتسب إلى وطنه ، أما الحكم على قائل هذه العبارة ، فينظر إلى مقصده من قوله ، فإن قصد أنه ينصر حقوق الناس ولا يغشهم فهذا معنى صحيح ، وإن كان يقصد الولاء للنظام فينظر إلى حال النظام كما أسلفنا .
وإن كان هذا اللفظ يطلق في الغالب على معنى مخالف للشرع ، فلا يجوز إطلاقه ،ولكن الحكم على قائله لا يكون إلا بعد الاستفصال عن قصده والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته أجمعين .